[مسلم9]

الإختراع طرد ومنع أم المؤمنين عائشة
مع أن الرواية أمام أعينهم وهم معترفين بذلك . وفاطمة لم تذكر عائشة لا من قريب ولا من بعيد
حتى وصل إلى لَيِّ أعناق النصوص وإختراع أشياء أخرى !!
مما جعل نساء النبي (ص) - غير عائشة - يقعن ضحية الطرد والمنع أيضاً كما سيأتي .


تقول لمياء حمادة في كتاب - أخيراً أشرقت الروح - ص ١٢٩ :
فاطمة عليها السلام وعائشة (رض) إن فاطمة (ع) ابنة النبي (ص) وزوج الإمام علي
(ع) وأم الحسنين أوصت أنها إذا ماتت لا تدخل عليها لا عائشة ولا غيرها :
فقد ورد في سنن البيهقي (ج 4) باب ما ورد في النعش للنساء، روى بسنده عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر :
(( أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت يا أسماء إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء أنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها فقالت
أسماء يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة رضي الله عنها
ما أحسن هذا وأجمله يعرف به الرجل من المرأة فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي رضي الله عنه ولا تدخلي علي أحدا فلما توفيت رضي الله عنها جاءت عائشة رضي الله عنها تدخل
فقالت أسماء لا تدخلي فشكت أبا بكر فقالت إن هذه الخثعمية تحول بيني وبين ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جعلت لها
مثل هودج العروس فجاء أبو بكر رضي الله عنه فوقف على الباب وقال يا أسماء ما حملك أن منعت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يدخلن على ابنة النبي ص
وجعلت لها مثل هودج العروس فقالت أمرتني أن لا تدخلي علي أحدا وأريتها هذا الذي صنعت وهي حية فأمرتني أن أصنع ذلك لها فقال أبو بكر رضي الله عنه فاصنعي ما أمرتك ثم انصرف
وغسلها علي وأسماء رضي الله عنهما)).
إن فاطمة (ع) وإن أوصت أسماء أن لا تدخل عليها أحدا (( بنحو العموم لا عائشة وحدها )) ، ولكن الظاهر أن المقصود بالأصالة من المنع هو عائشة بالخصوص، وإنما أوصت بنحو العموم حيث لا يمكن التبعيض بين أزواج النبي فترخص لبعضهن دون بعض، ولعمري إن من الواضح المعلوم أن ما دعى فاطمة (ع) إلى الوصية المذكورة أنها كانت تعلم أن عائشة تبغضها وتسر بموتها.



وقد قال شيوخ الشيعة بأن فاطمة أوصت أسماء أن لا يدخل عليها أحد
من أمهات المؤمنين عموماً ، لكل نساء النبي وغيرهن :
محسن الأمين في أعيان الشيعة - ج ٣ ص ٣٠٧
هادي الأمين في أصحاب أمير المؤمنين والرواة عنه ج ٢ ص ٦٥٩
[ ترجمة أسماء ]
ولم تدع أحدا يدخل عليها من أمهات المؤمنين ولا غيرهنّ سواها .


و أستدل الشيرازي والكعبي بهذه الرواية
على أنها دليل على حشمتها وعفتها وسموها الخ . لا طرد ولا منع .

الزهراء سيّد نساء العالمين - ناصر الشيرازي ص ٦٠ :
و نطالع في نفس المصدر رواية تدل على سموها و عفتها حيث تنقل (أسماء بنت عميس) هذه القصة العجيبة: قالت فاطمة (ع)
لأسماء بنت عميس يا أسماء اني استقبحت ما يصنع بالنساء انه يطرح على المرأة الثوب فيصفها و قالت اسماء
يا ابنة رسول الله الا اريك شيئا رأيته بارض الحبشة فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة (ع)
ما احسن هذا واجمله تعرف به المرأة من الرجل فإذا انا مت فاغسليني أنت وعلي ، ولا يدخل عليَّ أحد.

سيّدة النساء فاطمة الزهراء - علي الكعبي ص ١٢٥ :
ومن مظاهر العفة والحشمة التي سجلتها الزهراء (ع) سنة تقتدى إلى اليوم هي انها عندما اشتكت شكوتها التي قبضت فيها
قالت لأسماء بنت عميس الا تجعلي لي شيئا يسترني فإني استقبح ما يصنع بالنساء يطرح على المرأة الثوب فيصفها
فقالت أسماء اني رأيت شيئا يصنع بالحبشة فصنعت لها هيئة النعش فقالت (ع) : اصنعي لي مثله استريني سترك الله من النار.
فكان نعشها اول نعش احدث في الإسلام واتخذ بعد ذلك سنة [3]
[3] التهذيب / الطوسي ١ : ٤٦٩ / ١٥٤٠. وفاء الوفا / السمهودي ٣ : ٩٠٣ (فإذا أنا متّ فاغسليني أنت وعلي، و لا تدخلي عليّ أحدا).
وتاريخ المدينة / ابن شبّة ١ : ١٠٨. وسير أعلام النبلاء / الذهبي ٢ : ١٢٨ (إِذَا مِتُّ فَغَسِّلِيْنِي أَنْتِ وَعَلِي، وَلاَ يَدْخُلَنَّ أَحَدٌ عَلَيَّ).


والطرد والمنع لو وجد فلا يدل على شيء
بل العكس الصحيح فالطرد والمنع يدل على الوثاقة والجلالة وعظم الشأن :

فقد طرد ومنع الإمام ابي عبد الله ( حريز السجستاني ) من الدخول عليه مرتين بسند صحيح
رواه الكشي بسند معتبر ص 239 رقم 164 : ( ترجمة حريز السجستاني )

- فقال عبد الحسين الشبستري صاحب الفائق في أصحاب الصادق ج ١ ص ٣٥١ :

( حريز السجستاني : محدث إمامي ثقة ، فقيه ، عظيم الشأن ).