قال الإمام ابن القيم في (النونية) :
والعِـلمُ يَدخُلُ قَـلبَ كُـلّ مُوَفَّقٍ
مِـن غَـيـر بَـوَّابٍ ولا اسـتِـئـذَانِ
ويَـردُّه الـمَـحـرومُ مِـن خِـذلانِـهِ
لا تُـشْـقِـنَـا الـلَّـهُـمَّ بـالـحِـرمَـانِ

تعليق مفيد للعلامة ابن عثيمين رحمه الله على البيتين
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :
صدق رحمه الله ، الموفّق يدخل العلم قلبه من غير بواب ولا استئذان ، لماذا ؛ لأن القلبَ هو الذي يطلب العلم ، فبمجرد ما يَرِد إليه العلم يقبله ، لا يحتاج إلى بوّاب ولا إلى استئذان، واستمع إلى قول الله تعالى: { ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهوائهم } ، يحضرون مجلس الرسول ﷺ يعلمهم ، ولكنهم لا يَعون ولا يَفهمون ، إذا خرجوا قالوا ماذا قال آنفا، يحتمل أنهم يقولون ذلك على سبيل التحقير يعني أننا لا نبالي به ، وش قال ؟! ، ويحتمل أنهم يقولونها على سبيل الاستِخبار لكن لم يصل العلم إلى قلوبهم لأنهم ليسوا أهلا للعلم ، قال الله تعالى: { أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهوائهم } نعوذ بالله.
طيب ، هؤلاء أيضا ، ابن القيم رحمه الله يقول :
إن العلم يدخل قلب كل موفق
من غير بواب ولا استئذان ...
قد يكون عندنا في الحقيقة مشكلة دخول العلم، هذه واحدة، في مشكلة أخرى إذا دخل العلم من باب مفتوح عندنا يخرج من ذلك الباب المفتوح ، ما ينغلق عليه الباب حتى يحفظه، ولذلك تجدنا نقرأ كثيرا ونحفظ، ولكن هاه ؟ ؛ يطير ، يجد الباب والدريشة والسقف أيضا حتى السقف ما في سقف يمشي من كل جانب، وإن دخل لكن يمشي ،
فالشأن في الحقيقة العلم يحتاج إلى أمرين :
○ إلى باب مفتوح لقبوله
○ وإلى باب مغلق لمنعه من الخروج ، نسأل الله أن يوفقنا لهذا.
نعم، يقول:
من غير بواب ولا استئذان
ويرده المحروم من خذلانه
لا تشقنا اللهم بالحرمان
آمين،
المحروم نسأل الله العافية يرد العلم لأنه مخذول.
[شرح النونية]