منتدى اللغة العربية والبلاغة كل ما يتعلق باللغة العربية وعلومها , لمسات بيانية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
منتدى اللغة العربية والبلاغة
![]()
المـقـابـلة تعد المقابلة من المحسنات البديعية المعنوية التي ترجع إلى تحسين المعنى . وقد جعلها بعض علماء البلاغة مستقلة بذاتها ، بعدما كانت عند بعضهم مختلطة مع الطباق . وكان قدامة ابن جعفر أول من تكلم عنها ، وعدها فن مستقل بذاته ، وذكرها في معرض حديثه عن بعض الخصائص الأسلوبية التي تعلي من قيمة العمل الأدبي ، وخاصة الشعر . وعرفها السكاكي ، فقال : المقابلة أن تجمع بين شيئين فأكثر ، وتقابل بالأضداد ، ثم إذا شرط هنا شرطت هناك ضده ". وعرفها الخطيب القزويني ، فقال : " هي أن يؤتى بمعنيين متوافقين ،أو أكثر ،ثم بما يقابل ذلك على الترتيب " ![]() ويعرفها بدر الدين الزركشى يقول : " هو ذكر الشيء مع ما يوازنه في بعض صفاته ، ويخالفه في بعضها " . وخلاصة القول من التعريفات السابقة لها أن المقابلة : هي أن يأتي المتكلم في كلامه بمعنيين متوافقين أو أكثر ليس بينهما تضاد ، ثم يأتي بما يقابل ذلك على الترتيب . على شاكلة قوله تعالى : (( فليضحكوا قليلا ، وليبكوا كثيرا جزاءا بما كانوا يكسبون )) . فقد أتى الله سبحانه وتعالى في هذه الآية بمعنيين " يضحكوا " و "قليلا " وهما معنيان متوافقان أي ليس بينهما تضاد ، ثم أتى بعد ذلك بما يقابلهما على الترتيب بقوله " وليبكوا " و " كثيرا " .
والأربعة الثانية هي: " بخل " و "استغنى " و" كذب " و "العسرى " . أنواع المقابلة تأتي المقابلة على أربعة أنواع هي : 1-مقابلة اثنين باثنين : ومن ذلك في الأسلوب القرآني قوله تعالى : (( فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا )) وقوله تعالى (( تؤتي الملك من تشاء ، وتنزع الملك ممن تشاء )) وقوله تعالى : (( تخرج الحي من الميت ، وتخرج الميت من الحي )) وقوله تعالى (( وجعلنا الليل لباسا ، وجعلنا النهار معاشا )) وقوله (( ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه ، والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون )) فقد جاء في صدر هذه الآيات السابقة بضدين ، ثم قابل الضدين بضدين لهما في عجزها ، على الترتيب . فجاءت خذه المقابلات في غاية البلاغة . وقد ورد هذا النوع من المقابلة كثيرا في القرآن الكريم ونكتفي بهذا القدر منه ، حتى لا يطول بنا حبل الكلام . *ومنه أيضا قول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلّم : (( ما كان الرفق في شيء إلّا زانه ، ولا كان الحزق ( الحمق والتسرع ) في شيء إلّا شانه )) . فانظر كيف قابل نبيّنا الكريم بين الرفق بالحزق ، والزين بالشين ، بأحسن ترتيب ، وأتم مناسبة . *وقوله أيضا لأم المؤمنين : (( عليك بالرفق يا عائشة ، فإنه ما كان في شيء إلا زانه ، ولا نزع من شيء إلا شانه )) . *وقوله أيضا ( إنّ لله عبادا جعلهم مفاتيح الخير ، مغاليق الشر )) . *وقوله أيضا للأنصار : (( إنكم لتكثرون عند الفزع ، وتقلون عند الطمع )) أي يكثرون عند الملمات والحرب ، ويقلون عند المغانم ، ويعفون عنها . 2-مقابلة ثلاثة بثلاثة : ومن أمثلة ذلك في الأسلوب القرآني ، قوله تعالى : (( ويحل لهم الطيبات ، ويحرم عليهم الخبائث )) . - فالمقابلة بين " يحل ، و"يحرم " ، و " الطيبات والخبائث " . *ومنه أيضا قول الرسول (صلى الله عليه وسلّم ) ، من خطبـة له : (( ألا وإن الدنيا قد ارتحلت مدبرة ، وإن الآخرة قد ارتجلت مقبلة ) . إن أطراف المقابلة هي : الدنيا وارتحالها مدبرة ، يقابلها الآخرة ومجيئها مرتجلة مقبلة . *وقول نبيّنا الكريم : (( المؤمن غرّ كريم ، والفاجر خبٌّ لئيم )) . *وقال علي (رضي الله عنه ) لعثمان بن عفان (رضي الله عنه ) : (( إنّ الحق ثقيل وبيء ، والباطل خفيف مريء (يسهل بلعه )) . *ومنه في القريض ، قول أبي دلامة ، وهو أشعر بيت في المقابلة : ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا . وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل - فالشاعر قابل بين أحسن وأقبح " ، , وبين " الدين والكفر " وبين " الدنيا والإفلاس ". قال ابن أبي الإصبع : إنه لم يقل قبله مثله .. ![]() 3-مقابلة أربعة بأربعة :ومثاله في الأسلوب القرآني قوله تعالى (( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى ، وأما من بخل واستغنى ، وكذب بالحسنى ، فسنيسره لليسرى )). فالمقابلة بين قوله تعالى " استغنى " و قوله " اتقى " لأن المعنى زهد فيما عنده ، واستغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الآخرة ، وذلك يتضمن عدم التقوى. *ومن مقابلة أربعة بأربعة أيضا قول أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) في وصيته عند الموت : هذا ما أوصى به أبو بكر عند آخر عهده بالدنيا خارجا منها ، وأول عهده بالآخرة داخلا فيها )) . فقابل أول بآخر ، والدنيا بالآخرة ، وخارجا بداخل ، ومنها بفيها . فانظر إلى ضيق هذا المقام كيف صدر عنه مثل هذا الكلام )) *ومثله في القريض ، قول أبي تمام : يا أمة كان قبح الجود يسخطها دهرا فأصبح حسن العدل يرضيها 4- مقابلة خمسة بخمسة : قال علماء البلاغة كلما كثر عدد المقابلة كانت أبلغ ، فمن مقابلة خمسة بخمسة ،وقد وقع ذلك في الشعر كثيرا ، ومن أمثلته قول أبي الطيب المتنبي : . أزورهم وسواد الليل يشفع لي وأنثني وبياض الصبح يغري بي قال صاحب الإيضاح : ضد الليل المحض هو النهار لا الصبح ، والمقابلة الخامسة بين " بي " و "لي " ، فيها نظر لأن الباء ، واللام ، صلتا الفعلين . الفرق بين المطابقة والمقابلة يكمن الفرق بين المطابقة والمقابلة في وجهين : الأول – أن الطباق لا يكون إلا بين الضدين غالبا ( أي بين اللفظ وضده ) ، والمقابلة تكون لأكثر من ذلك ، كأن تكون مثلا بين أربعة أضداد : ضدين في صدر الكلام ، وضدين في عجزه . وقد تصل المقابلة إلى الجمع بين عشرة أضداد : خمسة في الصدر ، وخمسة في العجز . وقال علماء البديع : كلما كثر عددها كانت أبلغ ، فمنها مقابلة خمسة ألفاظ بخمسة أخرى ، كما أشرنا أعلاه . الثاني – أن الطباق لا يكون إلا بالأضداد ، أما المقابلة بالأضداد وغير الأضداد ، ولهذا جعل ابن الأثير ،الطباق أحد أنواع المقابلة ، ولكنها بالأضداد تكون أعلى رتبة ، وأعظم موقفا . ويضرب ابن حجة مثلا لذلك فيقول : " ومن معجزات هذا الباب قوله تعالى : (( ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون )) . فانظر إلى مجيء الليل والنهار في صدر الكلام ، وهما ضـدان ، ثم قابلهما في عجز الكلام بضدين ، وهما السكون والحركة ، على الترتيب ، ثم عبر عن الحركة بلفظ مرادف ، فاكتسب الكلام بذلك ضربا من المحاسن زائدا على المقابلة ، فإنه عدل عن لفظ الحركة إلى لفظ ابتغاء الفضل ، لكون الحركة تكون لمصلحة ، ومفسدة ، وابتغاء الفضل حركة المصلحة دون المفسدة ، وهي تشير إلى الإعانة بالقوة ، وحسن الاختيار ، فالحظ هذه البلاغة الباهرة والفصاحة الظاهرة. المصدر : منتديات اهل السنة في العراق - من : منتدى اللغة العربية والبلاغة
|
||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
محب العراق
المنتدى :
منتدى اللغة العربية والبلاغة
![]()
بآرك الله فيكم ونفع بكم درس طيب ونآفع ...~ |
||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
محب العراق
المنتدى :
منتدى اللغة العربية والبلاغة
![]()
كل ما تقدمه في باب اللغة جميل و رائع أخي محب العراق
بارك الله فيك أستاذي و وفقك الله دوما في انتظار المزيد من روائع لغتنا الجميلة
|
||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
محب العراق
المنتدى :
منتدى اللغة العربية والبلاغة
![]()
|
||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|