العودة   منتديات اهل السنة في العراق > الملتقيات الدعوية والإسلامية > المنتدى الاسلامي العام

المنتدى الاسلامي العام على منهج اهل السنة والجماعة, عقيدة التوحيد , السيرة النبوية, السلف الصالح, اقوال العلماء



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-04-23, 09:11 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
المعيصفي
اللقب:
:: عضو ذهبي ::
الرتبة:

البيانات
التسجيل: Apr 2013
العضوية: 177
المشاركات: 121 [+]
معدل التقييم: 124
نقاط التقييم: 256
المعيصفي is a jewel in the roughالمعيصفي is a jewel in the roughالمعيصفي is a jewel in the rough

الإتصالات
الحالة:
المعيصفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي الديمقراطية والانتخابات

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل، فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
فيما يلي ملخص لما جاء في كتاب الديمقراطية والانتخابات .


1 : التحاكم إلى شرع الله في كل الأمور واجب على كل مسلم
وهو من شروط الإيمان بالله تعالى .
الدليل هو :
قال تعالى { إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ } .
وقال تعالى
{ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }.


2 : التحاكم إلى القوانين والأحكام التي من صنع البشر والتي تخالف أحكام الشرع كفر بالله تعالى وشرك أكبر مخرج من الملة . مثل الدستور الذي يكتبه البرلمان .
الدليل هو :
قال تعالى{ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً}
وقال تعالى
{ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون }.

وقال تعالى { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا } .


3 : الحكم بغير ما أنزل الله تعالى له حكمان :
أ : كفر أكبر مخرج من الملة :
إذا اعتقد المسلم أن أحكام وقوانين البشر أفضل من أحكام الله تعالى .
أو أن أحكام البشر مثل أحكام الله .
أو أحكام الله أفضل ولكن يجوز التحاكم إلى غير شرعه .
أو أن شرع الله لا يناسب تطبيقه اليوم على الناس .
ب : كفر أصغر أو عملي غير مخرج من الملة :
إذا اعتقد وجوب التحاكم إلى شرع الله في كل شيء ولكنه لغرض دنيوي مثل المنصب والجاه وغيرها حكم بغير ما أنزل الله معتقدا ً أنه عاصي ومرتكب ذنب عظيم .


4 : حكم الديمقراطية أنها كفر بالله تعالى لأنها تجعل التشريع من حق النواب الذين يختارهم الشعب . فالذي يشرعه هؤلاء البشر هو الذي يتحاكم إليه الناس ويحكمونهم به .
وهذه من أعظم المحاربة لحق الله تعالى رب الناس في إقامة حكمه وتشريعه بينهم كما أمر في كتابه العزيز .
والديمقراطية ليست من الإسلام في شيء بل هي من صنع النصارى الذين أرادوا من خلالها فصل الدين عن الدنيا للتخلص من سلطة الكنيسة وتشريعاتها الظالمة التي كانت تسيطر على البلاد النصرانية في القرون المظلمة .
فتطبيقها في بلاد الإسلام يعني الوصول إلى ما وصل إليه النصارى أي فصل الدين الإسلامي وتشريعاته التي أساسها العدل عن الدنيا أي ترك حق التشريع للبشر الذي قال عنه تبارك وتعالى { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }


5 : نظام الحكم في النظام الديمقراطي له عدة أشكال كلها لا تشبه نظام الحكم في الإسلام .
فنظام الحكم في الإسلام هو أن يكون للمسلمين أمير واحد يحكم كل بلاد المسلمين كما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين والدولة الأموية وزمن من الدولة العباسية أو أن يكون لكل بلد أمير يبايعه المسلمون ويخضع لولايته الجميع يسمعون له ويطيعون ما أمر بطاعة ولا سمع ولا طاعة له في المعصية .
ويعطي حقوق أهل الذمة من اليهود والنصارى الذين هم ضمن ولايته.
لا يعزل عن الولاية كل أربعة سنوات وإن كان عادلا ً كما في النظام الديمقراطي .
بل يعزل إذا ارتكب كفرا صريحا كما لو فضل حكم غير الله على حكم الله تعالى .
أو كان عاجزا ً عن القيام بواجبات الإمارة .
ولا يجوز وجود أمير آخر معه ينافسه وينازعه الحكم .
بل أمر الرسول rبقتل الأمير الثانيلأن منازعته للأمير الأول يؤدي إلى تفرق الناس إلى جماعات مما يؤدي إلى حدوث فتنة عظيمة قد تصل إلى أن يتقاتل المسلون فيما بينهم فتسفك الدماء وتسلب الأموال .
و لا يسمح الإسلام بتفرق المسلمين إلى جماعات وأحزاب متناحرة متنازعة بينها كل واحدة تريد الاستئثار بالحكم .
كما هو حال النظام الديمقراطي وما يشهده العراق اليوم من اغتيالات واعتقالات وتفجيرات دامية تزهق فيها أرواح الأبرياء سببها المنافسة بين الأحزاب على الفوز في الانتخابات .


6 : الدستور الذي تحكم به الدولة والذي هو عبارة عن : مجموع القوانين والأنظمة التي تنظم صلاحيات السلطات مع بعضها البعض ومع أفراد الشعب وحقوق الأفراد وواجباتهم وعلاقة الدولة مع باقي الدول وهوية الدولة الدينية .
يجب أن يكون من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أو من قوانين لا تخالف شرع الله في شيء لكي يجوز للمسلم الترشيح للانتخابات أو التصويت فيها .
ولقد انقسم المسلمون إلى فريقين :
الأول : يعتقد الكثير من المسلمين الذين لا يرون مانعا ً من الترشيح للانتخابات أو الذين يذهبون للتصويت أن فعلهم هذا ليس فيه مخالفة شرعية بل يعتقد الكثير منهم بوجوب المشاركة أو استحبابها لجلب بعض المصالح الدنيوية للناس .
الثاني : بينما يعتقد آخرون أن الترشيح للانتخابات والحصول على مناصب في الحكومة والبرلمان أو التصويت للمرشحين لا يجوز وأنه حرام على المسلم الترشيح أو التصويت لبرلمان سيشرع أحكاما من دون الله . وحكومة تحكم بغير ما أنزل الله .
فكيف نعرف من المصيب ومن المخطأ ؟

الجواب : هو أن نعرض المسألة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
قال تعال { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }
[النساء : 59]

فالرد إلى الله هو الرد إلى كتابه العزيز .
قال تعالى { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }
وقد روي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه ظن أن عبادة الأحبار والرهبان إنما تكون في الذبح لهم ، والنذر لهم ، والسجود والركوع لهم فقط ونحو ذلك ، وذلك عندما قدم على النبي مسلما وسمعه يقرأ هذه الآية . فقال : ( يا رسول الله ، إنا لسنا نعبدهم ) ، يريد بذلك النصارى حيث كان نصرانيا قبل إسلامه ،

قال صلى الله عليه وسلم : (( أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم فتحلونه ؟ قال : بلى , قال : فتلك عبادتهم )) [ أحمد والترمذي وحسنه ] .
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره :
ولهذا قال تعالى { وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا } [ التوبة 31 ] .
أي الذي إذا حرم الشيء فهو الحرام ، وما حلله فهو الحلال ، وما شرعه اتبع ، وما حكم به نفذ { لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } أي تعالى وتقدس وتنزه عن الشركاء والنظراء والأعوان والأضداد ، والأولاد لا إله إلا هو ولا رب سواه )

[ ص 349 من الجزء الثاني ].
يتبن لنا من الآية الكريمة أن اعتقاد أن العبادة لغير الله هي فقط الصلاة والركوع والسجود والنذر والذبح لغير الله هو خطأ عظيم وجهل كبير بحق الله تعالى على العباد في أن يحققوا العبودية الكاملة له سبحانه وذلك بالحكم بشرعه في كل الأمور فالحلال ما أحله الله والحرام ما حرمه وليس للبرلمان ولا لحكومة أن تحكم بغير شرع الله فإذا شرع البرلمان من دون الله وحكمت الحكومة به فقد نصبوا أنفسهم أربابا ً من دون الله كما فسر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لعدي رضي الله عنه .
والرد إلى رسول الله هو الرد إلى سنته صلى الله عليه وسلم
فعن ابن عمر رضي الله عنه (( قال عتبة بن ربيعة يوما وهو جالس في نادي قريش والنبي عليه الصلاة والسلام جالس في المسجد وحده : يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورا لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا . وذلك حين أسلم حمزة ورأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيدون ويكثرون
فقالوا بلى يا أبا الوليد فقم إليه فكلمه .
فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السطة ( المكانة الرفيعة والحسنة .) في العشيرة والمكان في النسب وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم ودينهم وكفرت به من مضى من آبائهم فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك تقبل منا بعضها .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قل يا أبا الوليد أسمع .
قال يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا . وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك . وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا . وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا في أموالنا حتى نبرئك منه فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه .
حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه .
قال صلى الله عليه وسلم: أقد فرغت يا أبا الوليد ؟ قال نعم . قال فاسمع مني . قال افعل .
قال :{ بسم الله الرحمن الرحيم . حم تنزيل من الرحمن الرحيم . كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون } .
ثم مضى رسول الله فيها يقرؤها عليه فلما سمعها عتبة منه أنصت لها وألقى يديه خلف ظهره متعمدا عليهما يستمع منه ثم انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة منها فسجد .
ثم قال صلى الله عليه وسلم. قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك ))  [ أبو نعيم الأصبهاني في دلائل النبوة والطبري في جامع البيان في تفسير القرآن حسنه الألباني في فقه السيرة ص 108 .]

وفي رواية أخرى أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لهم (( ما بي ما تقولون ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم ولكن الله تعالى بعثني إليكم رسولاً وأنزل علي كتاباً وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً فبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله تعالى حتى يحكم الله تعالى بيني وبينكم )) .



إن حال رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مكة قبل الهجرة يشبه حالنا اليوم في العراق من حيث الاستضعاف والتعذيب والقتل والتهجير وتسلط أهل الكفر والشرك علينا .
فكان صلى الله عليه وسلم يقاسي هو ومن معه من المسلمين أقسى أنواع العذاب والعداوة حتى إنهم وضعوا على ظهره سلا الحيوانات
( ما يخرج من الدابة عند الولادة مع الجنين من قذارة .) وهو ساجد عند الكعبة .
وخنقه عقبة بن أبي معيط بثوبه وهو يصلي عند الحجر حتى أشرف على الموت . حتى جاء أبو بكر الصديق
رضي الله عنه فأفلت رسول الله صلى الله عليه وسلم منه . وأرادوا قتله أكثر من مرة . وغير ذلك كثير .
وعذبوا من آمن معه حتى استشهد بعضهم .
وقاطعوهم وحاصروهم .

وأخرجوهم من ديارهم وأموالهم فهاجر بعضهم إلى الحبشة .
ولا يخفى على مسلم ما فعله مشركو قريش برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
و يأتي مشركو قريش يعرضون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون رئيسا ً عليهم فلا يقطعون أمرا ً بدونه يفوضون أمورهم بيده . بل يملكونه عليهم.
ولكن ما هو المقابل وما هو الثمن ؟
على أن يترك دينه ثم ينعم هو وأصحابه بالأمن والمناصب والأموال .
ويكون رئيسا ًعلى قادة وزعماء قريش . ليس عضوا ً في مجلسهم أو نائبا ً للرئيس بل هو الرئيس والملك .
فما كان جوابه إلا أن بين لهم أن غايته هو تبليغ رسالة ربه إليهم ليعبدوا الله وحده .
وليست الغاية تحصيل الدنيا ومصالحها . مثل الأمان وحفظ النفس والمال والمنصب والرئاسة .
فلم يستجب لهم . حتى لو أدى رفضه لعروضهم و إغراءاتهم إلى قتله .
بل كان قراره بالرفض للرئاسة والملك , فرقانا ً للحق عن الباطل وللإيمان عن الكفر وللعدل عن الظلم وبيانا ً واضحا ً وصريحا ً لمهمة الرسل وأتباعهم من الدعاة والمصلحين الصادقين .
قال تعالى { وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } [ القلم : 9 ] .
فلماذا لم يكن قرار النبي صلى الله عليه وسلم هو أن يقبل بمنصب الرئيس أو الملك والذي به يستطيع أن يرفع الظلم والعدوان والقتل والتهجير عن نفسه وعن أصحابه ؟.
الجواب : يجب أن يعلم كل مسلم أن الغاية من خلقه هي تحقيق العبادة لله وحده .
وهذه الغاية كانت هي المهمة التي أرسل الله تعالى من أجلها الرسل إلى الناس .
لأن بتحقيق العبودية لله وحده يقام العدل في الأرض ويُرفع أعظم ظلم في هذه الدنيا وهو الشرك بالله تعالى .
فإذا رُفع الشرك من الأرض أو قل مرتكبيه سيرفع الله تعالى ظلم العباد فيما بينهم وظلم رؤسائهم لهم .
وهذا ما حصل فعلا ً . فبعد أن رفض رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض مشركي قريش له بالرئاسة عليهم .
واستمراره بالإعلان عن دعوته لهم بعبادة الله وحده . وعدم مداهنتهم . على الرغم من استمرارهم بعداوته ومحاولة قتله وتعذيب أصحابه وأخذ أموالهم وتهجيرهم من ديارهم .
حتى نصره الله عليهم , ففتح مكة بعد هذه الحادثة بحوالي تسعة عشر عاما وأصبح رئيسا ً ليس على مكة فقط . بل عليها وعلى باقي جزيرة العرب , يبايعه الناس على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله .
ومن بعده أصحابه سادوا الدنيا من شرقها إلى غربها , من بعد أن كانوا مستضعفين في مكة ومظلومين ومعذبين وصابرين على عقيدتهم ودعوتهم , صادحين بما عندهم من الحق لا يداهنون أحدا ً .
ولا يبيعون دينهم بحطام الدنيا من الأموال والمناصب وغيرها .
وهذا ما غفل عنه أو جهله الكثير من المسلمين أو الذين يدعون أنهم يمثلون أهل السنة .
الذين يسيل لعابهم لأدنى مبلغ من المال أو منصب قد يحصلوا عليه .
فأين هي مصلحة الدين في دخول المسلم في برلمان لا يحكم بما أنزل الله بل يشرع من دون الله .
وأين مصلحة الدين في مشاركة المسلم في كتابة دستور يخالف دين الله تعالى .
وأين مصلحة الدين في تحالف المسلم مع الشيوعيين(ينكرون وجود الخالق )
أو البعثيين ( المحاربين لأهل السنة وأهل التوحيد ) .
أو العلمانيين ( الذين ينكرون دور الدين في حياة الناس ) .
أو القوميين ( الذين يقدمون مصلحة القومية على الدين ) .
أو الرافضة ( الذين يكفرون ويقتلون أهل السنة ويلعنون الصحابة وأمهات المؤمنين ) . أليس في كل هذا مداهنة للكافرين والمنافقين ؟
و أليس فيه تضييع لهوية المسلمين ؟
و أليس فيه عدم الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقة الوصول لإقامة دولة الإسلام . دولة التوحيد والعدل . دولة العزة والرفعة للمسلمين ؟ قال تعالى { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [النور : 63]
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية : ـ أي : عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته ، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قُبِل ، وما خالفه فهو مَرْدُود على قائله وفاعله ، كائنا من كان ، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (( من عمل عَمَلا ليس عليه أمرنا فهو رَدّ )) .
أي : فليحذر وليخْشَ من خالف شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم باطنا ً أو ظاهرا ً { أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ } أي : في قلوبهم ، من كفر أو نفاق أو بدعة .
{ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي : في الدنيا ، بقتل ، أو حَد ٍ ، أو حبس ، أو نحو ذلك .
وفي الصحيحين عن أبي هُرَيرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد نارًا ، فلما أضاءت ما حولها . جعل الفراش وهذه الدواب اللاتي يقعن في النار , يقعن فيها ، وجعل يحجزهن ويغلبنه ويتقحَّمن فيها . قال: فذلك مثلي ومثلكم ، أنا آخذ بحجزِكم عن النار هلم عن النار ،فتغلبوني وتقتحمون فيها )) انتهى[ ابن كثير الجزء 3ص 308 ]

فتاوى العلماء في تحريم المشاركة في الانتخابات التي نظام الحكم فيها ليس الكتاب والسنة :

1 : العلاّمة عبد الرحمن بن ناصر البراك : ـ
الجواب : الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فإن الانتخابات التي تجري في البلاد الإسلامية ، سواء كانت لانتخاب رئيس الدولة ، أو لأعضاء البرلمان ، أو مجلس الأمة أو الشعب كما يقال ، هي دخيلة على المسلمين ، انتقلت إليهم من الأمم الكافرة ؛ بسبب استيلاء دول الكفر على بلاد المسلمين ، وبسبب إعجاب كثير من المسلمين بطرائق الكافرين ، وهي طرائق مخالفة لمقتضى العقل والمشروع .

لأن تعيين المرشحين للانتخاب يقوم على معايير مادية ، مصدرها الأهواء والأغراض البشرية. ثم مع فساد هذه المعايير ليس الخيار فيها في الحقيقة للأمة ؛ لأنه ليس إليها ترشيح رئيس الدولة. وإنما تختار أحد المرشحَيْن ، ثم إن اختياره يقوم على الدعاية ، فمن كان أقوى دعايةً وادعاءً كان هو الفائز .
ثم إن المعوَّل في هذه الانتخابات على كثرة الأصوات من مختلف طبقات وفئات الشعب .
مما يتضمن التسوية في هذا بين عقلائهم وسفهائهم ، وعلمائهم و جهالهم ، ورجالهم ونسائهم .
وبعد هذا كله قد لا يكون فرز الأصوات نزيهاً ، بل يكون للرشاوى والوعود في هذا أثر كبير .
هذا في البلاد التي توصف بالحضارة والتقدم والديمقراطية على حد قولهم ، والتي هي الأصل في هذه الأنظمة .
وأما البلاد التي حذت حذوها من البلاد العربية والإسلامية فليس للانتخابات التي تُجرى فيها حقيقة ولا مجاز .
فالرئيس هو الرئيس . وهو المنتخب بنسبة 99% أو أكثر .
ومع هذا كله فمن له من الأمة حق الاختيار ، من العقلاء والعلماء وصالحي الأمة ونصائحها وأهل النظر فيما يصلح الأمة في أمر دينها ودنياها .وفي سائر قضاياها الاجتماعية والاقتصاديةوالسياسية ، فهؤلاء لا أثر لهم في تلك الانتخابات . فإنهم بين مُسْتَبعد لا يعتد باختياره فلا صوت له في حسابهم .

أو مغمور لا أثر لاختياره في خضم الكثرة الكاثرة ، ممن لهم حق التصويت والاختيار من سائر الطوائف والطبقات في المجتمع .
وبهذا يتبين أن هذه الانتخابات بعيدة كل البعد عن صفة اختيار الإمام ، كما هو مقرر في أحكام الإمامة عند المسلمين .
وكذلك شروط من يُرَشَّح في هذه الانتخابات ، مخالِفةٌ لأكثر الشروط المعتبرة في الإمام ، الذي تثبت ولايته بالاختيار حسبما هو مقرر في الفقه الإسلامي
فتبين مما تقدم أن هذه الانتخابات الدخيلة على المسلمين باطلة ، وتنظيمها حرام ،

وذلك لما سبقت الإشارة إليه من اشتمالها على التشبه بالكفار، وارتكازها على الدعاية وشراء الأصوات والدعاوى الكاذبة ، وعلى الكثرة الغوغائية التي تبيع أصواتها ، بل وتعطي أصواتها لمن يحقق أهواءها دون اعتبار لخلق ولا دين .

2 : قال الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله : وأما الانتخابات المعروفة اليوم عند الدول : فليست من نظام الإسلام ، وتدخلها الفوضى والرغبات الشخصية ، وتدخلها المحاباة ، والأطماع ، ويحصل فيها فتن وسفك دماء ، ولا يتم بها المقصود ، بل تصبح مجالاً للمزايدات ، والبيع والشراء ، والدعايات الكاذبة .
" انتهى "

3 : وسئل العلامة المحدث أبو إسحق الحويني عن الانتخابات :
هل يجوز الإشتراك في الانتخابات المزمع إقامتها لاختيار الحكومة الجديدة علماً أن هذه الحكومة سيكون فيها الشيعي والعلماني والنصراني ؟. علماً أن اشتراكنا أو عدمه سواء كما يعرف الجميع ؟.
الجواب : لا يجوز الاشتراك في هذه الانتخابات و الصحيح مقاطعتها نهائيا .

4 : وسئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء : ــ هل يجوز للمسلم أن ينتخب للمجالس البلدية أو غيرها من الدوائر ، شخصاًً يعتنق الشيوعية ، أو يسخر بالدين ، أو يعتنق القومية ويعدها ديناً ؟ ‏
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم ، وبعد :
لا يجوز للمسلم أن ينتخب للمجالس البلدية أو الدوائر الأخرى من علم أنه شيوعي ، أو يسخر بالدين الإسلامي ، أو اعتنق القومية أو عدّها ديناً . لأنه بانتخابه إياه , رضيه ممثلاً له ، وأعانه على تولي مركز يتمكن من الإفساد فيه ، ويعِّين فيه من يشايعه في مبدئه وعقيدته . وقد يستغل ذلك المركز في إيذاء من يخالفه ، وحرمانه من حقوقه أو بعضها ، في تلك الدائرة أو غيرها بحكم مركزه ، وتبادل المنافع بينه وبين زملائه في الدوائر الأخرى ؛ ولما فيه من تشجيعه من استمراره على المبدأ الباطل وتنفيذه ما يريد . وبالله التوفيق .
وسئلت أيضا ً : هل يجوز للمسلم أن يدلي بصوته في الانتخابات وهليجوزإدلاءصوتهلصالحالكفار‏.

الجواب :‏ لا يجوز التصويت من المسلمين لصالح الكفار‏ . لان في ذلك رفعة لهم ، وإعزازا لشانهم ، وسبيلا لهم على المسلمين ، وقد قال الله تعالى ‏:‏ { ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا } [ النساء 141 ] وبالله التوفيق ،
وصلى الله على نبينا محمد ‏وآله وصحبه وسلم ‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى رقم 7796‏‏‏:‏
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي عضو عبد الله بن غديان عضو عبد الله بن قعود .
" انتهى "


فكيف بمن يعطي صوته للعلمانيّن أو البعثيّن أو القوميّن أو الشيوعيّن أو للعشيرة دون أن يكون ضابط ذلك كله الإسلام ؟ !! فإننا نرى في الدعاية الانتخابية للمرشحين التركيز على القبيلة والعشيرة لكسب الأصوات وهذا أمر خطير جدا ً .

لأن فيه الدعوة إلى الجاهلية وإلى التعصب إلى العشيرة وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك . فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال (( كنا في غزاة . قال سفيان : يرون أنها غزوة بني المصطلق . فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال المهاجري ياللمهاجرين وقال الأنصاري ياللأنصار . فسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما بال دعوى الجاهلية . قالوا : رجل من المهاجرين كسع رجلا من الأنصار . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعوها فإنها منتنة ... الحديث ))
[ الترمذي : حسن / صحيح ]
إن هذه الدعوات الجاهلية مفسدة عظيمة تضاف إلى المفاسد الأخرى في ظل النظام الديمقراطي والتي تدعوا المسلمين من حيث يشعرون أو لا يشعرون إلى نسيان دينهم والتركيز على العشيرة أو القومية أو إلى من يدعي تمثيله لطائفة معينة بالرغم من عدم أهليته لهذا التمثيل .
فمسلم ٌ يقول : أنا أنتخب فلانا ً لأنه من عشيرتي , والآخر يقول : أنتخب فلانا ً البعثي أو الشيوعي أو القومي لأنه سني ( بالنسب ) .
أبي الإسلام لا أبا ً لي سواه إذا ما افتخروا بقيس أو تميم
وآخر يقول انتخب فلانا ً لأنه أقل شرا ً من فلان . بل يجب علينا رفض الشر كله قليله وكثيره .
ولقد ضرب لنا ربنا تبارك وتعالى مثلا ً رائعا ً في حسن اختيار الرجل المناسب على أساس أهليته وليس العشيرة أو القبيلة .
ففي سورة القصص وفي قوله تعالى { قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ُ}
[ القصص 26 ] .

نرى بنت شعيب عليه السلام تشير على أبيها أن يختار رجلا ً ليس من عشيرتهم ولا من قبيلتهم ولا من بلدهم بل هو غريب ولكنه القوي الأمين بحق . فأين القوي الأمين بحق اليوم ؟ !.

5 : الشيخ محمد صالح المنجد : ـ
الجواب :الحمد لله .
أولاً :
الديمقراطية نظام أرضي ، يعني حكم الشعب للشعب ، وهو بذلك مخالف للإسلام ، فالحكم لله العلي الكبير ، ولا يجوز أن يُعطى حق التشريع لأحدٍ من البشر كائناً من كان .

وقد جاء في [ موسوعة الأديان والمذاهب المعاصرة ( 2 / 1066 ، 1067 ) ] :
" ولا شك في أن النظم الديمقراطية أحد صور الشرك الحديثة ، في الطاعة ، والانقياد ، أو في التشريع ، حيث تُلغى سيادة الخالق سبحانه وتعالى ، وحقه في التشريع المطلق ، وتجعلها من حقوق المخلوقين ، والله تعالى يقول :
{ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }
[ يوسف 40 ]
ويقول تعالى :
{ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ }

[ الأنعام57 ]
انتهى
".

وسبق تفصيل ذلك في جواب السؤال رقم ( 98134 ) .
ثانيا ً:
من علم حال النظام الديمقراطي وحكمه ثم رشح نفسه أو رشح غيره مقرّاً لهذا النظام ، عاملاً به فهو على خطر عظيم .

إذ النظام الديمقراطي منافٍ للإسلام ، وإقراره والعمل به من موجبات الردة والخروج عن الإسلام .
انتهى كلام الشيخ محمد صالح المنجد .

الخاتمة :

أخي الحبيب : يريد أعداء الإسلام من اليهود والنصارى ومن المنافقين أن يخدعوا المسلمين بالديمقراطية ويجعلوها الحل الأمثل الذي يختاره المسلم بديلا ً عن حكم الحكام الظالمين أو ما يسمون بالديكتاتوريين .وأن دين الإسلام لا يصلح اليوم أن يكون هو الذي يسير أمور الناس ولا يحقق العدل بين الناس .
ويحاولون أن يفهموا المسلمين أن الدين ليس له علاقة بالسياسة ولا بالدستور والقوانين التي يشرعها البرلمان .
وأن مشاركة المسلم في الانتخابات ترشيحا ً وتصويتا ً لا يؤثر على عقيدة المسلم وإن كل ذلك هو من باب المصالح الدنيوية المباحة .
ومن أهم الوسائل التي استخدموها هو تسخير بعض من رجال الدين وأئمة المساجد والذين هم ليسوا من أهل الفتوى للدعوة إلى المشاركة في الانتخابات ترشيحا ً وتصويتا ً وذلك ليلبسوا على الناس دينهم .
فكثيرا ً ما يحتج البعض بأن شيخ فلان قال يجوز المشاركة والآخر يقول إن شيخ فلان يقول يجب المشاركة .
ولقد أرشدنا ربنا جل وعلا في حالة حدوث أمر محدث لا نعرف حكمه أن نسأل أولي الأمر ألا وهم العلماء أي أهل الفقه والفتوى . وليس إمام مسجد هنا أو شيخ هناك .
قال تعالى{ وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }
لقد بينت لك أخي الحبيب من خلال فتاوى الفقهاء والعلماء أن أهم مانع يمنع من مشاركة المسلم في الانتخابات تصويتا ً وترشيحا ً هو أن هذه الانتخابات تجري ضمن النظام الديمقراطي وقد عرفت أن الديمقراطية كفر بالله تعالى وممارستها والإقرار بها من موجبات الردة عن الإسلام .
فلا يجوز لك أن تبيع آخرتك من أجل مصالح دنيوية قد لا تحصل عليها .
وسيسأل الكثيرون هذا السؤال :
أليس إذا لم ننتخب من يدعي أنه سيمثلنا فسيفوز من يمثل أعدائنا ؟
و أليس إذا لم ننتخب الأقل ضررا ً فسيفوز الأعظم ضررا ً ؟
الجواب :نعم سيفوز من يرشح نفسه للانتخابات ومن يصوت له . بمعصية الله .
لأن الذي رشح نفسه لكي يحتل مكان في البرلمان يشرع به من دون الله أو لكي يكون وزيرا ً في حكومة تحكم بغير ما أنزل الله فهو ظالم كافر بالله تعالى كفرا ً أكبر أو أصغر كما بينت في الصفحة الأولى .
ومن ينتخبه فقد عاونه على ذلك .
وسيفوز من لم يرشح نفسه ومن لم يصوت لأحد من الظالمين . بطاعة الله وتحقيق العبودية له سبحانه وذلك لعدم موافقته على الترشيح لبرلمان يشرع من دون الله أو أن يكون في حكومة تحكم بغير ما أنزل الله .
وكذلك من امتنع عن التصويت وذلك لأنه امتنع عن معاونة أولئك الظالمين بصوته .
وأما انتخاب الأقل ضررا ً . فليس هنالك ضرر أكبر من أن يقع المسلم في الشرك بالله تعالى وذلك بالمشاركة في هكذا برلمان أو حكومة .
أو بالمعاونة على ذلك بإعطاء صوته لهم .
ولقد قال سبحانه وتعالى { وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} أي أن يُقتل المسلم خير ٌ له من أن يُفتن بدينه فيقع في الكفر والشركفيستحق الخلود في النار.
ولو أن معظم المسلمين في العراق امتنعوا عن الترشيح أو التصويت للانتخابات رفضا ً منهم لنظام الديمقراطية وللدستور الذي شرعه البشر وأعلنوا أنهم لا يريدون إلا حكم الله أن يحكم بينهم . بهذا الموقف سينصرنا الله تعالى على أعدائنا . وسيرى المسلمون عجائب قدرة الله في إهلاك الظالمين وتمكين المسلمين المستضعفين في الأرض .
فإن كان حصول هذا الموقف العام صعبا ً اليوم . فكن يا أخي الحبيب واحدا ً من الذين يمتنعون عن الذهاب للانتخابات وكثر عددهم .
ولا يقول أحدكم أذهب ولكن لا أنتخب أحدا ً حتى لا يستخدموا ورقتي لصالحهم .
فأقول له : لا تذهب ولا تستجيب لدعوة هؤلاء الظالمين المحاربين لدين الله بل يجب على المسلم أن يبتعد عن المكان الذي خصص لمحاربة دين الله ورسوله . وليبوءوا بإثمك وإثمهم فيكونوا من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين.
وأخيرا ً أدعو جميع المسلمين في العراق على تحصيل الأسباب التي جعلها الله تعالى شروطا ً لكي يمكن للمسلمين في الأرض كما في قوله تعالى
{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }
هذا وعد من الله تعالى للمسلمين { ومَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ } .
فبالإيمان بالله تعالى والعمل الصالح وتوحيده سبحانه يحكم المسلون في الأرض ويعيشون بأمان وعزة وكرامة . ويذل الله تعالى لهم أعداءهم من الكفار والمنافقين .
وليس بالمشاركة بالانتخابات لانتخاب برلمان يشرع من دون الله وحكومة تحكم بغير ما أنزل الله .
فلا والله الذي لا إله إلا هو لن نأمن على ديننا وأنفسنا وأموالنا حتى نؤمن بالله ربنا ونتبع هدى نبينا صلى الله عليه وسلم .

المعيصفي
انتهيت من كتابته في ليلة الأحد 29 / محرم 1430 هجرية
24 / 1 / 2009 ميلادية




المصدر : منتديات اهل السنة في العراق - من المنتدى الاسلامي العام











عرض البوم صور المعيصفي   رد مع اقتباس
قديم 2014-04-29, 12:03 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
العراقي
اللقب:
المدير العـآم
الرتبة:

البيانات
التسجيل: Dec 2012
العضوية: 3
المشاركات: 9,367 [+]
الجنس :  ذكر
معدل التقييم: 200
نقاط التقييم: 2737
العراقي has a reputation beyond reputeالعراقي has a reputation beyond reputeالعراقي has a reputation beyond reputeالعراقي has a reputation beyond reputeالعراقي has a reputation beyond reputeالعراقي has a reputation beyond reputeالعراقي has a reputation beyond reputeالعراقي has a reputation beyond reputeالعراقي has a reputation beyond reputeالعراقي has a reputation beyond reputeالعراقي has a reputation beyond repute

الإتصالات
الحالة:
العراقي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المعيصفي المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي رد: الديمقراطية والانتخابات

بارك الله فيكم اخي الغالي
وضعونا في مفترق طرق صعب جدا
اذا انتخبنا >> رضينا بالديمقراطية والسراق والعلمانيين و المتأسلمين
اذا لم ننتخب >> اخذها المالكي والرافضة

فعلا امر حيرنا كثيرا












عرض البوم صور العراقي   رد مع اقتباس
قديم 2014-04-30, 01:50 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
أبو عبد الله المسلماني
اللقب:
:: عضو ذهبي ::
الرتبة:

البيانات
التسجيل: Jan 2014
العضوية: 1046
المشاركات: 159 [+]
الجنس :  ذكر
معدل التقييم: 114
نقاط التقييم: 51
أبو عبد الله المسلماني will become famous soon enough

الإتصالات
الحالة:
أبو عبد الله المسلماني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المعيصفي المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي رد: الديمقراطية والانتخابات

جزاك الله خير الجزاء و رزقك الجنة على هذا الموضوع المتكامل الواضح

و بالنسبة لك أخي العراقي , لا تحتار و لا شي .. عليك بكتاب الله وسنة نبيك عض عليها بالنواجذ

و دع الذي يلحدون بأسماء الله .. لا يجعل الله العلاج بما حرم و نهى عنه و ذكر أنه لا يغفر لمن وقع به ألا و هو مشاركة الله بالتشريع والحكم .

تحيتي












عرض البوم صور أبو عبد الله المسلماني   رد مع اقتباس
قديم 2014-04-30, 03:03 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
ـآليآسمين
اللقب:
المشــرفة العـــآمة - سابقا
الرتبة:

البيانات
التسجيل: Jan 2013
العضوية: 16
المشاركات: 18,783 [+]
معدل التقييم: 318
نقاط التقييم: 695
ـآليآسمين is a splendid one to beholdـآليآسمين is a splendid one to beholdـآليآسمين is a splendid one to beholdـآليآسمين is a splendid one to beholdـآليآسمين is a splendid one to beholdـآليآسمين is a splendid one to behold

الإتصالات
الحالة:
ـآليآسمين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المعيصفي المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي رد: الديمقراطية والانتخابات

نسأل الله أن يرينا ـآلحق حقا ويرزقنا اتباعه
باركـ الله فيكمـ












عرض البوم صور ـآليآسمين   رد مع اقتباس
قديم 2014-04-30, 03:27 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
الساجد لله
اللقب:
:: فآرس أهل السنة ::
الرتبة:

البيانات
التسجيل: Apr 2014
العضوية: 1478
المشاركات: 286 [+]
الجنس :  ذكر
معدل التقييم: 113
نقاط التقييم: 250
الساجد لله is a jewel in the roughالساجد لله is a jewel in the roughالساجد لله is a jewel in the rough

الإتصالات
الحالة:
الساجد لله غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المعيصفي المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي رد: الديمقراطية والانتخابات

احسنت اخي جزاك الله خير












عرض البوم صور الساجد لله   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كلمة الديمقراطية هي داء الأمة الإسلامية عبد الكريم الاخبار العامة 1 2019-09-06 01:34 AM
ما رأيك في الديمقراطية - الشيخ مقبل بن هادي الوادعي عبدالله بن محمد الكردي مكتبة الفتاوى العامة 0 2018-03-16 11:16 AM
جيل جديد من الديمقراطية/ الديكتاتور المالكي يساوم مقابل عدم تجريمه مشروع عراق الفاروق مشروع عراق الفاروق 3 2014-08-12 07:46 PM


الساعة الآن 04:55 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc.