الأخلاق الحسنة تارة تحصل بكمال الفطرة منحة من الخالق، فكم من صبي
يخلق صادقاً سخياً حليماً، وتارة تحصل بالاكتساب، وذلك بالرياضة، وهي حمل
النفس على الأعمال الجالبة للخلق المطلوب، فمن أراد تحصیل خلق الجود، فليتكلف
فعل الجود من البذل؛ ليصير ذلك طبعاً له. وكذلك من أراد التواضع، تكلف أفعال
المتواضعين، وكذلك جميع الأخلاق المحمودة، فإن للعادة أثراً في ذلك، كما أن من
أراد أن يكون كاتباً، تعاطی فعل الكتابة، إلا أنه لا ينبغي أن يطلب تأثير ذلك في
يومين أو ثلاثة، وإنما يؤثر مع الدوام.
حكم في الأخلاق والتربية والاجتماع
مختصر منهاج القاصدين (ص:165)