الدرس الخامس في ( لنتعلمَ لغتنا معاً )
/ بناء الأفعال وعلاماتها ، ورفع المضارع وعلاماته .
مقدمةٌ :
الفعل كلّه مبنيٌّ و لا يعرب منه إلاّ ما أشبه الاسم والمقصود به ( المضارع ) وقد أوضحنا شبه المضارع للاسم في درس سابق ؛ والأفعال المبنية هي الماضي و الامر مطلقاً ، والمضارع مع ما يلزم بنائه ،
وتفصيل ذلك فيما يأتي :
أوّلاً : بناء الفعل الماضي وعلاماته :
1/ الفتح : يُبنى الفعل الماضي على ( الفتح ) وهو الأصل في بنائه ، ويكون ذلك في موضعين :
أ / إذا كان مجردا من الضمائر ( تاء الفاعل ، واو الجماعة ، نا المتكلمين ، نون النسوة ) نحو : كتبَ ، تباركَ ، انطلقَ ، شاركَ ....
ب / إذا اتصل بالفعل لماضي ضميرُ الرفعِ ( الف الإثنين ) فقط ، نحو : كتبَا ، انطلقَا ...
تنبيه 1 : إذا كان الفعل الماضي معتل الآخر بالألف ( فيُبنى على فتحة مقدّرة على آخره للتعذر ) نحو : رمى ، // فإنْ اتصلت به تاء التأنيث الساكنة بعد الألف فتحذف الألف لالتقاء ساكنين ( الألف و التاء ) ، نحو : رمى+ تْ = رمتْ ، ويعرب ( فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء ساكنين .
تنبيه 2 : إذا كان الماضي معتلّاً بـ ( الواو والياء ) فحكمه كالصحيح الآخر وإنْ اتصلت به تاء التأنيث الساكنة أيْ : ( مبنيٌّ على الفتح الظاهر في آخره نحو : سروَ ، سروَتْ / رضيَ ، رضيتْ .
2 / السّكون : يبنى الماضي على ( السكون) إذا اتصل به ضميرٌ من ضمائر الرفع المتحرّكة الآتية ( تاء الفاعل ، نا المتكلمين ، نون النسوة ) نحو : كتبْتُ ، شاركْتُ ، كتبْنا ، شاركْنا ، كتبْنَ ، شاركْنَ .
تنبيه 1 / علّة بناء الماضي على السكون هنا هي ( كراهية اجتماع أربع متحركات في كلمة واحدة )
تنبيه 2 / إذا كان الماضي معتلاً بالألف وتتصل به هذه الضمائر أعلاه ،فتقلب الألف إلى ياء إنْ كانت رابعةً فصاعداً نحو : أعطيتُ ، استحييتُ // أو كانت الألف ثالثةً أصلها ياء نحو : أتيتُ // أمّا إذا كانت الألف ثالثةً وأصلها الواو فتردُّ إليها الواو فقط نحو : علا ، سما ( أصلها : علو ،سمو ) + ( تاء الفاعل ، نا ، نون النسوة ) = علوتُ سموتُ / علونا سمونا / علونَ سمونَ .
أمّا إذا كان الماضي معتلاً بالواو أو الياء فيُبنى على السكون ويبقى على حاله دون تغيير نحو : سرو + ( تاء الفاعل ، نا ، نون النسوة ) = سروتُ ، سرونا ، سرونَ / فهو مبني على السكون لاتصالهِ بضمير رفع متحرّك .
3/ الضّم : يبنى الماضي على ( الضّم ) وذلك إذا اتصلت به ( واو الجماعة ) ، وعلّةُ ذلك ( لِأنّ واو الجماعة حرف مدّ يقتضي أنْ يكون قبله حركةٌ تجانسه وهي ( الضّمة ) ، فيبنى على الضّم نحو : كتب + وا = كتبُوا ...
تنبيه 1 / هذه الألف التي تلحق واو الجماعة هي ليست أصلاً في الضمير وإنّما هي الألف الفارقة التي يُؤتى بها مع واو الجماعة تفريقاً بين واو الجماعة ( والتي هي ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل في نحو( كتبوا الدرس ) ) عن ( الواو التي هي 1 /علامة لجمع المذكر السالم في نحو ( كاتبو الدرس ) الذي تسقط منه النون عند إضافته ، و 2 / تفريقاً أيضاً عن الواو التي هي حرف علّة أصل في بنية الأفعال ولا يدل على الجمع في نحو ( يدعو ) .
تنبيه 2 / إذا كان الفعل الماضي معتلاً بـ ( الألف ، الواو ، الياء ) فعند اتصاله بواو الجماعة تحذف منه أحرف العلة لالتقاء ساكنين ، ويبنى الفعل على الضمة المقدّرة على ( الألف و الواو والياء ) ، نحو : سعى + وا = سعوا وهكذا ....
ثانياً:بناء فعل الأمر وعلاماته:
1 / السكون : وهو الأصل في بناء فعل الأمر ، وذلك في موضعين :
أ / إذا كان فعل الأمر صحيح الآخر ، ولم يتّصل به شيء ، نحو : اكتبْ ، العبْ
ب / إذا اتصل بفعل الأمر الضمير ( نون النسوة ) ، اكتب + نَ = اكتبْنَ ....
2 / حذف الآخر : وذلك إذا كان الأمر معتلاً ، نحو ( ادعُ ، اسعَ ، ارمِ ) فعل امر مبني بحذف الآخر لأنه معتلّ ؛ أصله في المضارع ( يدعو ، يسعى ، يرمي ) .
3 / حذف النون : وذلك إذا كان الأمر متصلاً بضمائر الرفع ( الف الاثنين ، واو الجماعة ، ياء المخاطبة ) ؛نحو : اكتبا ، اكتبوا ، اكتبي ) ، أي : ( أصله من الأفعال الخمسة في المضارع ؛ يكتبان ،تكتبان ، يكتبون ،تكتبون ، تكتبين ) .
4/ الفتح : يبنى الأمر على الفتح وذلك إذا اتصلت به إحدى نوني التوكيد ( نّ ،نْ ) ، نحو : اكتبَنَّ ، اكتبَنْ .
تنبيه : يبنى الأمر على حذف النون إذا اتصلت به الف الاثنين وبعدها نون التوكيد مع بقاء الألف وكسر نون التوكيد ليماثل المثنى نحو : اكتب + ا ن+ نّ = اكتبانِّ ؛؛؛؛ أمّا إذا كان الامر متصلاً ب ( واو الجماعة و نون النسوة ) واتصلت به نون التوكيد فيبنى على ( حذف النون أيضاً مع حذف واو الفاعل وياء المخاطبة لالتقاء ساكنين ( سكون الواو والياء مع سكون نون التوكيد ) نحو: اكتبوا + نّ = اكتبُنَّ ( فعل امر مبني على النون المحذوفة ، والفاعل الواو المحذوفة لالتقاء ساكنين ، ونون التوكيد : حرف توكيد لا محل له من الإعراب ) // اكتبي + نَّ = اكتبِنَّ ( فعل امر مبني على النون المحذوفة ، والفاعل الياء المحذوفة لالتقاء ساكنين ونون التوكيد لامحل لها من الإعراب ) .
ثالثاً : بناء المضارع وعلاماته : يبنى الفعل المضارع في موضعين لا غير وهما :
1/ إذا اتصل بالفعل المضارع الضمير ( نون النسوة ) فيبنى على ( السكون ) {قلت نون النسوة ضمير وهو في محل رفع فاعل وبذلك نميزها عن نوني التوكيد من حيث موقعها في الإعراب وأنّها مبنية بالفتح بلا شدّة } نحو : يكتبُ + نَ = يكتبْنَ ، أمّا نون التوكيد فهي حرف لا محلّ له من الإعراب .
2 / إذا اتصل بالفعل المضارع إحدى نوني التوكيد ( الثقيلة المضعّفة بالفتح ( نَّ ) أو الخفيفة الساكنة ( نْ ) فيبنى على ( الفتح ) بشرط أن يكون اتصال المضارع مع النون مباشر بلا فاصل نحو : يكتبُ + نَّ = يكتبَنَّ ، يكتبُ + نْ = يكتبَنْ { في بعض المواضع تقلب نون التوكيد الخفيفة ألفاً ليسهل الوقف عليها وهذا ما ورد في القرآن الكريم ( كلّا لئن لم ينتهِ لنسفعَا بالناصية ) العلق 15 } .
إعراب الفعل المضارع وعلاماته :
يعرب الفعل المضارع إذا لم تتصل به نون النسوة ولا نونا التوكيد ، فيكون معرباً تتغير حركاته الإعرابية وفقاً للعوامل التي تدخل عليه من حيث ( الرفع و النصب و الجزم ) و لا يجرُّ أبداً لأنّ الجرّ من خصائص الأسماء والجزم من خصائص المضارع .
وحالات إعراب المضارع مع علاماته ما يأتي :
أوّلاً : رفع المضارع وعلاماته : يرفع المضارع إذا تجرّد من النواصب (( أي أدوات النصب ليس المقصود أهل السنة كما ينعتنا الشيعة ) ، وأدوات الجزم ، ويُعدّ هذا من العوامل المعنوية مثلما يُرفع المبتدأ بالإبتداء بالكلام ( فالرافع للمبتدأ والمضارع عامل معنوي وليس لفظي بأداة ) .
أمّا علامات رفع المضارع فهي :
1 / الضّمّة الظاهرة : وذلك إذا كان المضارع صحيحَ الآخر وليس من الأفعال الخمسة نحو : يكتبُ ، يلعبُ ( يكتبُ : فعل مضارع مرفوع لتجرّده من النواصب والجوازم ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة لأنّه صحيح الآخر ) .
2 / الضّمّة المقدّرة : وذلك إذا كان المضارع معتلَّ الآخر ، وتقدّر الضمّة للتعذّر مع الألف نحو : يسعى // وتُقدّر الضمّة للثقل مع الياء و الواو نحو : يدعو ، يرمي .
3 / ثبوت النون : وذلك إذا كان المضارع من الأفعال الخمسة وهو كل مضارع أُضيفت له الف الاثنين للغائب وللمخاطب نحو ( يكتبان و تكتبان ) أو واو الجماعة للغائب و للمخاطب ( يكتبون و تكتبون ) أو ياء المخاطبة ( تكتبين ) ، ( فعل مضارع من الأفعال الخمسة مرفوع لتجرّده من النواصب والجوازم مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون ).
4 / حذف النون : وهي حالةٌ خاصّةٌ حين يكون المضارع من الأفعال الخمسة وتتصل به نون التوكيد ، فيعرب المضارع بالرفع لمجيء فاصل بينه وبين النون وهذا الفاصل ضمائر الفاعل ( الف الاثنين و واو الجماعة وياء المخاطبة ) فيرفع وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي الأمثال ( أي توالي أكثر من نون ) وتحذف بعدها ضمائر الفاعل ( واو الجماعة و ياء المخاطبة ) لالتقاء ساكنين ، وتبقى الألف لخفّتها ، نحو : يكتبون + نّ = { يكتبُنّ } ( فعل مضارع من الأفعال الخمسة مرفوع وعلامته النون المحذوفة لتوالي الأمثال والفاعل الواو المحذوفة لالتقاء ساكنين ) /// تكتبين + نَّ = { تكتبِنَّ } ( فعل مضارع من الأفعال الخمسة مرفوع وعلامته النون المحذوفة لتوالي الأمثال والفاعل ياء المخاطبة المحذوفة لتوالي الأمثال ) /// تكتبان + نَّ = { تكتبانِّ } ( فعل مضارع من الأفعال الخمسة مرفوع وعلامته النون المحذوفة لتوالي الأمثال والف الاثنين ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل ( الألف لم تحذف لخفّتها وكُسِرتْ نون التوكيد لتماثل نون المثنى المكسورة في الأسماء ) ؛؛؛ { أخي العزيز : هناك طريقة سهلة لمعرفة المحذوف والأصل في هذه المسألة وهي ( إذا كان قبل نون التوكيد ( ضمة ) مثل ( يكتبُنَّ ) فأصل الفعل ( يكتبون ) ، وإن كان ماقبل نون التوكيد ( كسرة ) مثل ( تكتبِنَّ ) فأصل الفعل ( تكتبين ) وأمّا إن كان ما قبل نون التوكيد (الفتحة ) نحو ( تكتبَنَّ ) فهذا الفعل ليس من الأفعال الخمسة وليس معرباً أبداً وإنّما هو مبنيٌّ على الفتح لاتصاله بالنون مباشرةً بلا فاصل بينهما }}.
.................................................. ......................................
إلى هنا ينتهي درسنا الخامس ؛ وسيكون لنا لقاءٌ معكم ( إنْ شاء الله تعالى ) في يوم الأحد الموافق 2013/9/29 ، مع درس ( نصب المضارع وعلاماته ) ...
.................................................. ........................................