|
الادب العربي الادب العربي , شعر , نثر , مقالات ادبية , قصائد |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
الادب العربي
![]() بيت من الشعر وقصة ومن يصنع المعروف في غير أهله.. يلاقي الذي لاقـَى مجيرُ أم ِّ عامر أو قيل : ومن يجعل المعروف في غير أهله ..يكن حمده ذم عليه ويندم قصة المثل أو البيت: يحكى أن جماعة من العرب خرجت للصيد فعرضت لهم أنثى الضبع فطاردوها ، وكان العرب يطلقون عليها أم عامر ، وكان يومها الجو شديد الحر ، فالتجأت أنثى الضبع إلى بيت رجل أعرابي ، فلما رآها وجدها مجهدة من الحر الشديد ورأى أنها استنجدت به مستجيرة ، فخرج شاهرًا سيفه ، وسأل القوم : ما بالهم ؟ فقالوا : طريدتنا ونريدها ، فقال الأعرابي الشهم الذي رق قلبه على الحيوان المفترس : إنها قد أصبحت في جواري ، ولن تصلوا لها مادام هذا السيف بيدي ، فانصرف القوم ، ونظر الأعرابي إلى أم عامر فوجدها جائعة ، فحلب شاته ، وقدم لها الحليب ، فشربت حتى ارتدت لها العافية ، وأصبحت في وافر الصحة. وفي الليل نام الأعرابي مرتاح البال فرحًا بما فعل للضبع من إحسان ، لكن أنثى الضبع بفطرتها المفترسة نظرت إليها وهو نائم ، ثم انقضت عليه وبقرت بطنه وشربت من دمه وبعدها تركته وسارت. وفي الصباح حينما أقبل ابن عم الأعرابي يطلبه ، وجده مقتولًا ، وعلم أن الفاعلة هي أم عامر أنثى الضبع ، فاقتفى أثرها حتى وجدها ، فرماها بسهم فأرداها قتيلة ، وبعدها أنشد أبياته المشهورة التي صارت مثلًا يردده الناس حتى وقتنا هذا : ومنْ يصنع المعروفَ في غير أهله ِ **** يلاقي الذي لاقـَى مجيرُ أم ِّ عامر ِ أدام لها حين استجارت بقـــــــربهِ **** طعاما ٌ وألبان اللـــقاح ِ الدرائـــــــر ِ وسمـَّـنها حتى إذا مـــــا تكاملــــتْ **** فـَـرَتـْه ُ بأنياب ٍ لها وأظافــــــــــر ِ فقلْ لذوي المعروف ِ هذا جزا منْ **** بدا يصنعُ المعروفَ في غير شــاكر ِ ![]() المصدر : منتديات اهل السنة في العراق - من الادب العربي |
||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
علي الموصلي
المنتدى :
الادب العربي
![]() ![]() اجتمع جرير والفرزدق والأخطل في مجلس عبد الملك. فأحضر بين يديه كيساً فيه خمس مائه دينار. وقال لهم: ليقل كل منكم بيتاً في مدح نفسه فأيكم غلب فله الكيس. فبدر الفرزدق فقال: أنا القطران والشعراء جربى ..وفي القطران لجربى شفاء فقال الأخطل: فإن تك زق زاملة فإني ..أنا الطاعون ليس له دواء فقال جرير: أَنا المَوتُ الَّذي آتى عَلَيكُم ..فَلَيسَ لِهارِبٍ مِنّي نَجاءُ فقال: خذ الكيس فلعمري إن الموت يأتي على كل شيء __ من كتاب (طبقات الشعراء لابن سلام) |
||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
علي الموصلي
المنتدى :
الادب العربي
![]() ![]() الأصمعي قال: أخبرني يزيد بن ضبة مولى ثقيف قال: مرت أعرابية بنادي قوم من بني عامر و فيهم غلام حديث السن ظريف فنكس القوم رءوسهم و جعل الغلام يرمقها فدنت منهم فمازحتهم و أقبلت على الغلام فقالت: شهدت وبيت الله أنك طيب ..الثنايا و أن الخصر لطيف و أنك مشبوح الذراعين خلجم ..و أنك إذ تخلو بهن عنيف و أنك نعم الكمع في كل حالة ..و أنك في رمق النساء عفيف و كان الذي يرمقها من بني معتب بن ثقيف و أمه إحدى بنات عامر بن جعفر بن كلاب فقال: لها زوجها من عنيت؟ قالت: إياك قال: كذبت و بيت الله ما أنا الذي عنيت و لا خصري بلطيف و لأقتلنك أو لتخبريني قالت: الصدق يضرني عندك فأخذت عليه موثقا أن لا يخبر به الناس فأعطاها ذلك فخبرته فطلقها و أفشى خبرها فقالت: غدرت بنا بعد التصافي و خنتنا .و شر مصافي خلة من يخونها و بحت بسر كنت أنت أمينه ..و لا يحفظ الأسرار إلا أمينها خلجم: أي عريض الذراعين طويل القامة منجذب الخلقة الخلة: الخصلة |
||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
علي الموصلي
المنتدى :
الادب العربي
![]() قصة بيت الشعر الذي قتل صاحبة رحيلة إلي مصر“الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم” ![]() كان المتنبي شديد التفاخر والإعتزاز بنفسة وكان في قصائدة التي يمدح فيها سيف الدولة يبدأ بمدح نفسة ويُخصص الجزء الأكبر لمدح نفسة، فاتخذ أعداء المتنبي تلك النقطة للإيقاع بينة وبين سيف الدولة، ومع بعض الأحداث المضطربة في هذا الوقت وحدوث جفاء بين المتنبي وسيف الدولة غادر المُتنبي إلي مصر وكتب شعر يُعاتب فيه سيف الدولة قائلاً.
وأنهاها مُعاتباً بقوله
ذهب المُتنبي الي مصر طمعا في ولاية يوليها إلية كافور الإخشيدي، فقام بمدحة علي الرغم من أن المتنبي لم يكن يُحب الإخشيدي، فكان مدحة غير صافي ولم يكن من قلبة، ولكن الإخشيدي إنتبة الية ولم يُقربة منه ولم يُعطية أي شئ مما جعل المُتنبي يهجو الإخشيدي ويهجو مصر. بيت الشعر الذي قتل صاحبةوبعدها قام المتنبي بالهجرة إلي بغداد مع مجموعة من مُحبية ولم يطلب أحد لحمايتة من لصوص الطريق وغيرهم، وكان معة غُلامة وابنة محسَّد. بينما المتنبي في طريقة اعترضة رجل يُدعى فاتك بن أبي جهل الأسدي ورجاله، وهو رجلٌ كان قد هجاه المتنبّي، وقد أوشك المتنبّي أن يفرّ حين تيقّن أنّ مهاجميه لهم الغلبة، فبادره غلامه بقوله (لا يتحدّث الناس عنك بالفرار وأنت القائل: الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ)، فردّ عليه المتنبي قائلاً: (قتلتني قتلك الله)، فعاد للقتال فقاتل إلى أن قُتل ومات. |
||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
علي الموصلي
المنتدى :
الادب العربي
![]() معن بن زائدة وقصته مع الإعرابي سأرحل عن بلاد أنت فيها ....ولو جار الزمان على الفقير معن بن زائدة أمير العرب أبو الوليد الشيباني، أحد أبطال الإسلام، وعين الأجواد. كان من أمراء متولّي العراقين- يزيد بن عمر بن هبيرة، فلما تملك آل العباس، اختفى معن مدة، والطلب عليه حثيث، فلما كان يوم خروج الريوندية والخراسانية على المنصور، وحمي القتال، وحار المنصور في أمره، ظهر معن، وقاتل الريوندية، فكان النصر على يده، وهو مقنّع في الحديد، فقال المنصور: "ويحك! من تكون؟"، فكشف لثامه، وقال: "أنا طِلبتك معن". فسرّ به، وقدمه وعظمه، ثم ولاه اليمن وغيرها. قال بعضهم : دخل معن على المنصور ، فقال له: "كبرت سنك يا معن". قال:" في طاعتك" . قال المنصور: "إنك لتتجلد". قال: "لأعدائك. قال: "وإن فيك لبقية". قال: "هي لك يا أمير المؤمنين". نلاحظ هنا أن أجوبته بلاغية هي في باب (أسلوب الحكيم) ثم إنه ولي سجستان، وقد ثبت عليه خوارج وهو يحتجم، فقتلوه. كرم معن بن زائدة وحلمه عرف عن معن بن زائدة القائد العربي الشهير انه من أوسع الناس حلمًا و جودًا و عفوًا عن زلات الناس. سأسوق قصة طريفة ذكرتها كتب الأدب: عندما ولاه أبو جعفر المنصور على اليمن تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن وحلمه وسعة صدره وكرمه، وبالغوا في ذلك، وكان من بينهم أعرابي أخد على نفسه أن يغضبه، فأنكروا عليه ذلك، ووعدوه مائة بعير إن أغضب معنًا ونجح في ذلك. عمد الاعرابي إلى بعير فسلخه، وارتدى جلده، وجعل ظاهره باطنًا و باطنه ظاهرًا، و دخل على معن، ولم يسلّم، فلم يُعره معن انتباهه، فأنشأ الرجل يقول: أتذكرإذ لحافك جلدُ شاةقال معن: أذكره ولا أنساه، و الحمد لله. فقال الأعرابي: فسبحان الذي أعطاك ملكًافقال معن: إن الله يعزّ من يشاء، ويذلّ من يشاء. فقال الأعرابي: فلست مسلّمًا ماعشتُ دهرًافقال معن: السلام سنّة يا أخا العرب. فقال الأعرابي: سأرحل عن بلاد أنت فيهافقال معن: إن جاورتنا فمرحبًا بالإقامة، وإن جاوزتنا فمصحوبًا بالسلامة! فقال الأعرابي: فجُـدْ لي يابنَ ناقصة بمال(اسم أمه زائدة، فجعلها الأعرابي= ناقصة) فقال معن: أعطوه ألف دينار تخفف عنه مشاقّ الأسفار! فأخدها، وقال: قليل ما أتيت به وإنيفقال معن: أعطوه ألفًا ثانية ليكون عنا راضيًا! فتقدم الأعرابي إليه وقال: سألت الله أن يبقيك دهرًافقال معن: أعطيناه لهجونا ألفين، فأعطوه لمديحنا أربعة! فقال الأعرابي: بأبي أيها الأمير ونفسي، فأنت نسيج وحدك في الحلم، ونادرة دهرك في الجود فقد كنت في صفاتك بين مصدق و مكذب، فلما بلوتك صغر الخُبر الخَبر، وأذهب ضعف الشك قوة اليقين، وما بعثني على مافعلت إلا مائة بعير جُعلت لي على إغضابك. فقال له الأمير: لا تثريب عليك! وزاد في إكرامه. (لويس شيخو: مجاني الأدب في حدائق العرب، ج 5، ص 118، وقد وردت في كتاب ابن العماد: شذرات الذهب في أخبار من ذهب- مادة: معن بن زائدة). هي قصة من الجدير أن نعلمها لأطفالنا، لما فيها من سعة الصدر وكرم النفس. قلت إن الخلفاء كانوا على علم بالرجل، وبما قيل فيه، فمكانته لدى الشعراء تزاحم مكانتهم، فهل قيل في خليفة مثل هذا الرثاء التالي؟ رثى الحسين بن مُطَير معنًا، فقال: ألِمّا على معنٍ وقولا لقبره(أبو تمام: الحماسة شرح التبريزي، ج1، ص 394) يقال إن الشاعر مدح بعدها الخليفة المهديّ، فقال له: كذبت يا فاسق، وهل تركت لأحد بعد قولك في معن ما قلت (وقرأ الخليفة الأبيات). ورثاه مروان بن أبي حفصة بعد أن كان مدحه طويلاً، بمرثيَة مطلعها: مضى لسبيله معن وأبقىومنها: وكان الناس كلهم لمعنٍوكان كلما مدح خليفة أو أميرًا كان يُقال له: "وأنت قلت لمعن: وقلنا أين نرحل بعد معنوموقف الخليفة المهدي يتكرر مع هذا الشاعر أيضًا، فقد قال له: "جئت تطلب نوالنا وقد ذهب النوال، لا شيء عندنا، جرّوا برجله!" ولما أفضت الخلافة إلى الرشيد دخل مروان بن أبي حفصة في جملة الشعراء، فسأله الرشيد: من أنت؟ فلما علم به طلب أن يخرجوه في الحال، قائلاً: لا نوال عندنا |
||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
علي الموصلي
المنتدى :
الادب العربي
![]() قصة أشهر بيت شعر في المديح السياسي: جمع فيه «أبو تمام» أعظم العرب وأصبح بسببه واليًا على الموصل بالرغم من عدم انتشار كتابة الشعر العربي بغرض مديح الحكام في الألفية الجديدة، وقد نعتبر الشاعر الذي يقوم بذلك شاعر مُتملق ونوصم الشاعر الذي يكتب مدحًا في الحاكم بالنفاق السياسي للأبد، إلا أن أجدادنا العرب اعتادوا أن يكتبوا في غرض المديح بدون تحرُج، ومنهم «النابغة الذبياني» شاعر المعلقات في العصر الجاهلي الذي قال في «النعمان بن المنذر»: وإنك شمس والملوك كواكب.. إذا طلعت لم يبدُ منهن كوكب، غير أنه لم يكُن وحده من بين شعراء العرب من مدح الحاكم. الشاعر السوري «أبو تمام» كان له أيضًا تجربة مشهورة في التراث العربي مع مديح الحاكم، وكان له حكاية من نوادر التراث عن بيت كتبه في مديح الخليفة العباسي «المُعتصم» عُرف في كُتب التراث ببيت «إقدام عمرو»، وتستعرض المصري لايت قصته في التقرير التالي. تبدأ القصة عندما أرسل الخليفة العباسي إلى الشاعر غير المشهور تمامًا وقتها حتى يأتي إلى بلاط الحُكم في بغداد، عاصمة الدولة الإسلامية وقتها، «أبي تمام»، وقربه منه، وجعله مفضلاً على الشعراء المخضرمين في البلاط بعدما كان يعمل في السقاية بمصر، الأمر الذي أغضب ندماء الخليفة الذين اعتادوا أن تكون لهُم مكانة في بلاط المعتصم، وقد نازعهم «أبو تمام» هذه المكانة والمنح والهدايا الملكية. ويحكى أن أبا تمام ألقى على مسامع الخليفة قصيدة في مدحه، كان من ضمنها بيت جمع فيه أعظم الصفات التي لابُد أن تتوافر في حاكم، وهي الشجاعة والكرم والحلم والذكاء، ووصفه أنه يتحلى بها، وبدرجة مماثلة للعرب الذين ضُرب بهم المثل في هذه الصفات. ![]() |
||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
علي الموصلي
المنتدى :
الادب العربي
![]() ![]() هذه القصة تكشف فسق بني أمية وفجورهم أقرأوها حتى النهاية وتمنعوا مروان بن الحكم يسلب زوجة إعرابي من رعيته ويذهب الإعرابي إلى معاويا شاكيا ظلم أبن عمه ( مروان بن الحكم ) فيطمع معاوية هذه المرة بزوجة ذلك الإعرابي ... لو كان العرب هكذا لأبت نفسي أن أكون عربيا لكن نقول كلام في العامية : (( كلمن ذنبه على جنبه )) وقد يصح القول لو قلنا أن الدواعش أحفاد بني أمية ذكر أنّ معاوية بن أبي سفيان جلس ذات يومٍ بمجلسٍ كان له بدمشق على قارعة الطّريق، وكان المجلس مفتّح الجوانب لدخول النّسيم، فبينما هو على فراشه وأهل مملكته بين يديه، إذ نظر إلى رجلٍ يمشي نحوه وهو يسرع في مشيته راجلاً حافياً، وكان ذلك اليوم شديد الحرّ، فتأمّله معاوية ثمّ قال لجلسائه: لم يخلق الله ممّن أحتاج إلى نفسه في مثل هذا اليوم. ثمّ قال: يا غلام سر إليه واكشف عن حاله وقصّته فوالله لئن كان فقيراً لأغنينّه، ولئن كان شاكياً لأنصفنّه، ولئن كان مظلوماً لأنصرنّه، ولئن كان غنياً لأفقرنّه. فخرج إليه الرسول متلقياً فسلّم عليه فردّ عليه السّلام. ثمّ قال له: ممّن الرّجل؟ قال: سيّدي أنا رجلٌ أعرابيٌّ من بني عذرة، أقبلت إلى أمير المؤمنين مشتكياً إليه بظلامةٍ نزلت بي من بعض عمّاله. فقال له الرّسول: أصبحت يا أعرابي؟ ثمّ سار به حتّى وقف بين يديه فسلّم عليه بالخلافة ثمّ أنشأ يقول: معاوي يا ذا العلم والحلم والفضل … ويا ذا النّدى والجود والنّابل الجزلفلمّا فرغ من شعره قال له معاوية: يا إعرابي إنّي أراك تشتكي عاملاً من عمّالنا ولم تسمعه لنا! قال: أصلح الله أمير المؤمنين، وهو والله ابن عمّك مروان بن الحكم عامل المدينة. قال معاوية: وما قصّتك معه يا أعرابي. قال: أصلح الله الأمير، كانت لي بنت عمٍّ خطبتها إلى أبيها فزوّجني منها. وكنت كلفاً بها لما كانت فيه من كمال جمالها وعقلها والقرابة. فبقيت معها يا أمير المؤمنين، في أصلح حالٍ وأنعم بالٍ، مسروراً زماناً، قرير العين. وكانت لي صرمةً من إبلٍ وشويهات، فكنت أعولها ونفسي بها. فدارت عليها أقضية الله وحوادث الدّهر، فوقع فيها داءٌ فذهبت بقدرة الله. فبقيت لا أملك شيئاً، وصرت مهيناً مفكّراً، قد ذهب عقلي، وساءت حالي، وصرت ثقلاً على وجه الأرض. فلمّا بلغ ذلك أباها حال بيني وبينها، وأنكرني، وجحدني، وطردني، ودفعها عنّي. فلم أقدر لنفسي بحيلةٍ ولا نصرةٍ. فأتيت إلى عاملك مروان بن الحكم مشتكياً بعمّي، فبعث إليه، فلمّا وقف بين يديه، قال له مروان: يا أيّها الرّجل لم حلت بين ابن أخيك وزوجته؟ قال: أصلح الله الأمير، ليس له عندي زوجة ولا زوجته من ابنتي قط. قلت أنا: أصلح الله الأمير، أنا راضٍ بالجّارية، فإن رأى الأمير أن يبعث إليها ويسمع منها ما تقول؟ فبعث إليها فأتت الجّارية مسرعةً، فلمّا وقفت بين يديه ونظر إليها وإلى حسنها وقعت منه موقع الإعجاب والاستحسان، فصار لي، يا أمير المؤمنين خصماً وانتهرني، وأمر بي إلى السّجن. فبقيت كأني خررت من السّماء في مكانٍ سحيقٍ، ثمّ قال لأبيها بعدي: هل لك أن تزوّجها منّي، وأنقدك ألف دينارٍ، وأزيدك أنت عشرة آلاف درهمٍ تنتفع بها، وأنا أضمن طلاقها؟ قال له أبوها: إن أنت فعلت ذلك زوّجتها منك. فلمّا كان من الغد بعث إليّ، فلمّا أدخلت عليه نظر إليّ كالأسد الغضبان، فقال لي: يا أعرابي طلّق سعدى. قلت: لا أفعل. فأمر بضربي ثم ردّني إلى السّجن، فلمّا كان في اليوم الثّاني قال: عليّ بالأعرابي. فلمّا وقفت بين يديه، قال: طلّق سعدى. فقلت: لا أفعل. فسلّط عليّ يا أمير المؤمنين خدّامه فضربوني ضرباً لا يقدر أحدٌ على وصفه، ثمّ أمر بي إلى السّجن؛ فلمّا كان في اليوم الثّالث قال: عليّ بالإعرابي، فلمّا وقفت بين يديه قال: عليّ بالسّيف والنّطع وأحضر السيّاف، ثمّ قال: يا أعرابي، وجلالة ربّي، وكرامة والدي، لئن لم تطلّق سعدى لأفرّقنّ بين جسدك وموضع لسانك. فخشيت على نفسي القتل فطلّقتها طلقةً واحدةً على طلاق السّنّة، ثمّ أمر بي إلى السّجن فحبسني فيه حتّى تمّت عدّتها ثمّ تزوّجها، فبنى بها، ثمّ أطلقني. فأتيتك مستغيثاً قد رجوت عدلك وإنصافك، فارحمني يا أمير المؤمنين. فوالله يا أمير المؤمنين لقد أجهدني الأرق، وأذابني القلق، وبقيت في حبّها بلا عقلٍ، ثمّ انتحب حتىّ كادت نفسه تفيض. ثمّ أنشأ يقول: في القلب منّي نارٌ … والنّار فيه الدّمارثمّ خرّ مغشيّاً عليه بين يدي أمير المؤمنين كأنّه قد صعق به قال: وكان في ذلك الوقت معاوية متكّئاً، فلمّا نظر إليه قد خرّ بين يديه قام ثمّ جلس، وقال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون. اعتدى والله مروان بن الحكم ضراراً في حدود الدّين، وإحساراً في حرم المسلمين: ثمّ قال: والله يا أعرابي لقد أتيتني بحديثٍ ما سمعت بمثله. ثمّ قال: يا غلام عليّ بداوةٍ وقرطاسٍ فكتب إلى مروان: أمّا بعد، فإنّه بلغني عنك أنّك اعتديت على رعيّتك في بعض حدود الدّين، وانتهكت حرمةً لرجلٍ من المسلمين. وإنّما ينبغي لمن كان والياً على كورةٍ أو إقليمٍ أن يغضّ بصره وشهواته، ويزجر نفسه عن لذّاته. وإنّما الوالي كالرّاعي لغنمةٍ، فإذا رفق به بقيت معه، وإذا كان لها ذئباً فمن يحوطها بعده. ثمّ كتب بهذه الأبيات: ولّيت، ويحك أمراً لست تحكمه … فاستغفر الله من فعل امرئٍ زانيثمّ ختم الكتاب. وقال: عليّ بنصر بن ذبيان والكميت صاحبيّ البريد. فلمّا وقفا بين يده قال: اخرجا بهذا الكتاب إلى مروان بن الحكم ولا تضعاه إلاّّ بيده. قال فخرجا بالكتاب حتّى وردا به عليه، فسلّما ثمّ ناولاه الكتاب. فجعل مروان يقرأه ويردّده، ثمّ قام ودخل على سعدى وهو باكٍ، فلمّا نظرت إليه قالت له: سيّدي ما الذي يبكيك؟ قال كتاب أمير المؤمنين، ورد عليّ في أمرك يأمرني فيه أن أطلّقك وأجهّزك وأبعث بك إليه. وكنت أودّ أن يتركني معك حولين ثمّ يقتلني، فكان ذلك أحبّ إليّ. فطلّقها وجهّزها ثمّ كتب إلى معاوية بهذه الأبيات: لا تعجلنّ أمير المؤمنين فقد … أوفي بنذرك في رفقٍ وإحسانثمّ دفعه إليهما، ودفع الجّارية على الصّفة التي حدّث له. فلمّا وردا على معاوية فكّ كتابه وقرأ أبياته ثمّ قال: والله لقد أحسن في هذه الأبيات، ولقد أساء إلى نفسه. ثمّ أمر بالجّارية فأدخلت إليه، فإذا بجاريةٍ رعبوبةٍ لا تبقي لناظرها عقلاً من حسنها وكمالها. فعجب معاوية من حسنها ثمّ تحوّل إلى جلسائه وقال: والله إنّ هذه الجّارية لكاملة الخلق فلئن كملت لها النّعمة مع حسن الصّفة، لقد كملت النّعمة لمالكها. فاستنطقها، فإذا هي أفصح نساء العرب. ثمّ قال: عليّ بالأعرابي. فلمّا وقف بين يديه، قال له معاوية: هل لك عنها من سلوٍ، وأعوّضك عنها ثلاث جوارٍ أبكارٍ مع كلّ جاريةٍ منهنٍ ألف درهمٍ، على كلّ واحدةٍ منهنّ عشر خلعٍ من الخزّ والدّيباج والحرير والكتّان، وأجري عليك وعليهنّ ما يجري على المسلمين، وأجعل لك ولهنّ حظاً من الصّلات والنّفقات؟ فلما أتمّ معاوية كلامه غشي على الأعرابيّ وشهق شهقةً ظنّ معاوية أنّه قد مات منها. فلّما أفاق قال له معاوية: ما بالك يا أعرابي؟ قال: شرّ بالٍ، وأسوأ حالٍ، أعوذ بعدلك يا أمير المؤمنين من جور مروان. ثمّ أنشأ يقول: لا تجعلني هداك الله من ملكٍ … كالمستجير من الرّمضاء بالنّارثمّ قال: والله يا أمير المؤمنين لو أعطيتني كلّ ما احتوته الخلافة ما رضيت به دون سعدى. ولقد صدق مجنون بني عامر حيث يقول: أبى القلب إلاّ حبّ ليلى وبغّضت … إليّ نساءٌ ما لهن ذنوبفلمّا فرغ من شعره، قال له معاوية: يا أعرابي؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال: إنك مقرٌّ عندنا أنّك قد طلّقتها، وقد بانت منك ومن مروان، ولكن نخيّرها بيننا. قال: ذاك إليك، يا أمير المؤمنين. فتحوّل معاوية نحوها ثمّ قال لها: يا سعدى أيّنا أحبّ إليك: أمير المؤمنين في عزّه وشرفه وقصوره، أو مروان في غصبه واعتدائه، أو هذا الأعرابي في جوعه وأطماره؟ فأشارت الجّارية نحو ابن عمّها الأعرابي، ثمّ أنشأت تقول: هذا وإن كان في جوعٍ وأطمار … أعزّ عندي من أهلي ومن جاريثمّ قالت: لست، والله، يا أمير المؤمنين لحدثان الزمان بخاذلته، ولقد كانت لي معه صحبة جميلة، وأنا أحقّ من صبر معه على السّرّاء والضّرّاء، وعلى الشّدّة والرّخاء، وعلى العافية والبلاء، وعلى القسم الذي كتب الله لي معه. فعجب معاوية ومن معه من جلسائه من عقلها وكمالها ومروءتها وأمر لها بعشرة آلاف درهمٍ وألحقها في صدقات بيت المسلمين. ____ |
||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 8 | ||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
علي الموصلي
المنتدى :
الادب العربي
![]() قصة بيت الشعر إذا كان الطباع طباع سوء ![]() رَوى الأصمَعِيُّ أن أعرابيَّة وَجَدَت جروَ ذئبٍ وليدًا؛ فَحَنَّت عليه وأخذته ورَعَته.. وكانت تُطعمُهُ مِن حليب شاةٍ عندَها، حتَّى كبرَ الذِّئبُ الصَّغير. وفي يومٍ عادَت الأعرابيَّة إلى بيتِها فوجدت الذِّئبَ قد أكلَ الشَّاة. فأنشَدَت تقُول: بقرتَ شُوَيهتي وفجَعْتَ قلبي ..وأنتَ لشاتِنا ولدٌ ربيبُ غُذِيتَ بدرِّها، ورُبيتَ فينا ..فمَن أنباكَ أنَّ أباكَ ذيبُ إذا كانَ الطِّباعُ طباعَ سوءٍ ..فلا أدبٌ يُفيدُ ولا أديبُ |
||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 9 | ||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
علي الموصلي
المنتدى :
الادب العربي
![]() ![]() قيل: ودخل إسحاق بن إبراهيم المَوصلي على الرَّشيد، فقال: ما لك؟ قال: سَوامِي سوامُ المُكثرينَ تجمُّلًا ومالي كما قد تعَلمينَ قليلُ وآمرةٍ بالبُخلِ قلتُ لها: اقصِرِي فذلك شيءٌ ما إليه سَبيلُ وكيفَ أخافُ الفَقْرَ أو أُحرَمُ الغِنَى ورأيُ أمير المؤمنينَ جَميلُ أرى الناس خُلَّان الجَوادِ ولا أرى بخيلًا له في العالمينَ خليلُ — إسحاق بن إبراهيم المَوصلي فقال الرشيد: هذا والله الشِّعر الذي صحَّتْ مَعانيه، وقوِيَت أركانه ومَبانيه، ولذَّ على أفواه القائلين وأسماع السامعين. يا غلام، احمِل إليه خمسين ألف دِرهم. قال إسحاق: يا أمير المؤمنين، كيف أقبَلُ صِلتَك وقد مدحتَ شِعري بأكثَرَ مِمَّا مدحتُك به؟ قال الأصمعي: فعلمتُ أنه أصيَدُ للدَّراهم منِّي |
||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 10 | ||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
علي الموصلي
المنتدى :
الادب العربي
![]() قصة بيت شعر – كلام الليل يمحوه النهار بينما محمد ابن زبيدة يعني ( الأمين ) يطوف في قصر له إذ مر بجارية له سكرى وعليها مطرف خز وهي تسحب أذيالها من التيه فراودها عن نفسها فقالت يا أمير المؤمنين إنك قد هجرتني مدة ولم يكن عندي علم بموافاتك فانظرني الليلة حتى أتهيأ للقياك وآتيك في غد فلما أصبح انتظرها فلم تجئ فقام ودخل عليها وسألها إنجاز الوعد. فقالت: يا أمير المؤمنين أما علمت أن كلام الليل يمحوه النهار، فضحك وخرج من مجلسه فقال: من بالباب من الشعراء فقيل له مصعب والرقاشي وأبو نواس فأمر بهم فدخلوا فلما جلسوا بين يديه قال: ليقل كل واحد منكم شعراً يكون آخره كلام الليل يمحوه النهار فأنشأ الرقاشي يقول: متى تَصحُو وقلبُكَ مُستطارُ ..وقد مُنعَ القَرارُ فلا قَرارُ وقد تَرَكَتْكَ صَبًّا مُستهاماً ..فتاةٌ لا تَزورُ ولا تُزارُ إذا استنجزتَ منها الوعدَ قالت ..كلامُ الليلِ يَمحوهُ النهارُ — وقال مصعب: أَتعذلني وقلبي مُستطارُ ..كئيبٌ لا يَقَرُّ لَهُ قَرارُ بِحبِّ مليحةٍ صادت فؤادي ..بأَلحاظٍ يخالطُها احورارُ ولما أَن مددتُ يَدي إليها ..لأَلمسَها بدا منها نِفارُ فقلتُ لها عِديني منكِ وَعداً ..فقالت في غدٍ منكَ المَزَارُ فلما جئتُ مُقتضياً أَجابت ...كلامُ الليلِ يَمحوهُ النهارُ — وقال أبو نواس: وَخُودٍ أَقبلَتْ في القَصرِ سَكرى ..ولكن زَيَّنَ السُّكرَ الوَقارُ وقد سَقَطَ الرِّدا عن منكبيها ..من التَّجميشِ وانْحَلَّ الإِزارُ وهز الريح أردافاً ثقالا ..وغصناً فيه رمان صغار هممت بها وكان الليل ستراً ..فقام لها على المعنى اعتذار وقالت في غد فمضيت حتى ..أتى الوقت الذي فيه المزار وقلتُ الوَعدَ سيدتي فقالت ...كلامُ الليلِ يَمحُوهُ النَّهارُ — فقال له: ويلك أكنت مطلعاً علينا أو ثالثنا في القصر. فقال: لا والله يا أمير المؤمنين ولكن نظرت إليك فعرفت ما في نفسك وعبرت عما في ضميرك فأمر له بأربعة آلاف درهم ولصاحبيه مثلها |
||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لقب وقصة | الحياة أمل | القصص والامثال | 0 | 2017-02-17 10:35 PM |
بر الوالدين وقصة مؤثرة | ياس | صوتيات و مرئيات اسلامية | 10 | 2015-12-19 12:53 PM |
ابن الفرات وقصة الرغيف ! | الحياة أمل | القصص والامثال | 1 | 2014-01-12 12:27 PM |